منتدى ماركة , ماركه , فاشن , موضه , 2011 , 2012 , ازياء , فساتين , ميك اب , مكياج جديد , اناقه ولكمـ بــ [ زائر ] ـــآكـ نوّر المنتدى بعودتكـ |
|
| منتدى ماركة , ماركه , فاشن , موضه , 2011 , 2012 , ازياء , فساتين , ميك اب , مكياج جديد , اناقه :: °l|l° المنتديات الإسلامية °l|l° :: نفـζـاتً إيمـانيـﮧ ||~ | |
| كتـآب عـآض آلقرني | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| موضوع: كتـآب عـآض آلقرني الأحد نوفمبر 02, 2008 1:17 am | |
| الـســــلام عليـكــم ورحـمــة الله وبركـاتــه
الحمـدُ لله , والصـلاةُ والسـلامُ على رسولِ اللهِ , وعلى آله وصحبِهِ وبَعْدُ :.
فهـذه المسـاحة خصصت لكتـابة أجمل الفـقـراتـ من كتــاب (. لا تـحـزن .) للدكتور عائض بن عبدالله القرني ..
عسـى أن تسـعدوا بقـراءتها والإستفـادةِ منهـا ..
كتبـ هذه الفـقـرات من الكتـاب الرائع ,(. لا تـحـزن .) الكتـاب الذي بيع منه أكثر من مليون نسخة , لمن عاشَ ضائقةً أو ألمَّ بهِ همَّ أو حزنٌ, أو طافَ يه طائفٌ من مصيبةٍ, أو أقضَّ مضجَعَه أرقٌ, وشرَّدَ نومَه قلقٌ. وأيُّنا يخلو من ذلكـ ؟!. هنـا آيات, وصورٌ وعبَرٌ, وفوائدُ وشواردَ, وأمثالٌ وقصصٌ, سُكِبَت فيهـا عصارةَ ما وصلَ إليه اللامعـونَ؛ من دواءٍ للقلب المفجوع, والروح المنهكةِ, والنفس الحزينةِ البائسةِ.
هـذا الكتـابـُ يقولُ لكم:.
.(( أبشِر واسعدْ, وتفـاءَلْ واهدأ )). بـل يقولُ :.(( عِشِـ الحياةَ كمـا هي, طيبةً رضيَّةَ بهيجةً )). بـاختـصــار :.
.(( اسـعــدْ واطمـئــنَّ وأبــشـرْ وتـفــاءَلْ ولاتــحــزن )).
هذه المسـاحة خاصـة :.
بــ ( فريق هذا العمل )
فــانتظــرونـاً .. مع فقـراتـ رائعة ..
فنسأل الله الرحمنـ الرحيم التوفيق في هذا العمل ..
.((. اللهمّ اقبلْ العملَ مع قِلَّتهِ, والجهدَ مع ضآلتِهِ, والسعيَّ مع شوائبهِ, عزَّ جاهُك, وجلَّ ثناؤُك, ولا إلهَ إلا أنت .)).
فقرة 1 :. /~.يــــــا الله.~/
.(( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّموَاَتِ والأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ )).
إذا اضْطَربَ البحرُ, وهـاجَ الموجُ, وهبَّتِ الريحُ, نادى أصحابُ السفينةِ :. يا الله
إذا ضلَّ الحادي في الصحراءِ, ومال الركبُ عن الطريقِ, وحارَتِ القافلةُ في السيرِ, نادوْا :. يا الله
إذا وقعتِ المصيبةُ, وحلّتِ النكبةُ, وجَثَمتِ الكارثةُ, نادى المصابُ المنكوبُ :. يا الله
إذا أُوصِدتِ الأبوابُ أمـامَ الطالبينَ, وأُسْدِلَتِ الستورُ في وجوهِ السائلينَ, صاحوا :. يا الله
إذا بارتِ الحِيلُ, وضاقتِ السُّبُلُ, وانتهتِ الآمالُ, وتقطَّعتِ الحبالُ, نادوا :. يا الله
إذا ضاقتْ عليكَ الأرضُ بما رَحُبَتْ, وضاقتْ عليكَ نفسُكَ بما حَمَلَتْ, فاهتفْ :. يا الله
إليه بصعدُ الكَلِمُ الطيبُ, والدعاءُ الخالصُ, والهاتفُ الصَّادقُ, والدَّمعُ البَريءُ, والتفجُّع الوالِهُ .
إليه تُمدُّ الأكُفُّ في الأسْحَارِ, والأيادي في الحاجات, والأعينُ في الملمَّاتِ, والأسئلةُ في الحوادث .
باسمه تشدو الألْسَنُ, وتستغيثُ وتلهجُ وتنادي, وبذكرهِ تطمئنُ القلوبُ, وتسكنُ الأرواحُ, وتهدأُ المشاعر, وتبردُ الأعصابُ, ويثوبُ الرُّشْدُ, ويستقرُّ اليقينُ, .(( اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ )).
الله :. أحسنُ الأسماءِ, وأجملُ الحروفِ, وأصدقُ العباراتِ, وأثمنُ الكلماتِ, .(( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )).؟!.
الله :. فإذا العنى والبقاءُ, والقوةُ والنُّصرةُ, والعزُّ والقدرةُ والحِكْمِةُ, .(( لِمَّنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار )).
الله :. فإذا اللطفُ والعنايةُ, والغَوْثُ والَدَدُ, والوُدُّ والإحسان, .(( وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ )).
الله :. ذو الجلالِ والعَظَمةِ, والهيبةِ والجبروتِ .
اللهمَّ فاجعلْ مكانَ اللوعة سَلْوَةَّ, وجزاءَ الحزنِ سروراً, وعندَ الخوفِ أَمنْاً . اللهمَّ أبردْ لاعِجَ القلبِ بثلجِ اليقينِ, وأطفئْ جمْرَ الأرواحِ بماءِ الإيمانِ .
يا ربَّ, أَلْقِ على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمَنةً منك, وعلى النفوسِ المضْطَربةِ سكينةَّ, وأثْبها فتحاً قريباً . يا ربُّ, اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ, وضُلاَّلَ المناهجِ إلى صراطكْ, والزائغينَ عن السبيلِ إلى هداك .
اللهمَّ أذهبْ عنَّا الحزَنَ, وأزل عنَّا الهمَّ, واطردْ من نفوسِنَا القَلَقَ .
نعوذُ بكَ من الخَوْفِ إلا منْكَ, والركونِ إلا إليك, والتوكلِ إلا عليك, والسؤالِ إلا منك, والإستعانةِ إلا بك, أنت وليُّنا, ونعم المولى ونعم النصير .
الفقره الثانيه حياة كلها تعب
لا تحزن من كدر الحياة , فانها هكذا خلقت .
ان الأصل في هذه الحياة المتاعب و الضنى , والسرور فيها أمر طارئ , و الفرح فيها شئ نادر , تحلو لهذه الدار والله لم يرضها لأوليائه مستقرا ؟
و لولا أن الدنيا دار ابتلاء , لم تكن فيها الأمراض و الأكدار , ولم يضق العيش فيها على الأنبياء و الأخيار , فآدم يعاني المحن الى أن خرج من الدنيا , ونوح كذبه قومه و استهزئوا به , وابراهيم يكابد النار و ذبح الولد , و يعقوب بكى حتى ذهب بصره , وموسى يقاسي ظلم فرعون , و يلقى من قومه المحن , وعيسى ابن مريم عاش معدما فقيرا , و محمد صلى الله عليه و سلم يصابر الفقر , و نفر قومه منه .
و غير هؤلاء من الأنبياء و الأولياء مما يطول ذكره و لو خلقت الدنيا للذه , لم يكن للمؤمن حظ منها .
قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الدنيا سجن المؤمن , و جنة الكافر )
ففي الدنيا سجن الصالحون
وابتلي العلماء العاملون
ونغص على كبار الأولياء , و كدرت مشارب الصادقين .
حياة كلها تعب , الصفحه 410 , الطبعه الثانيه .
الفقره الثالثهاقبل الحياة كما هي
حال الدنيا منغصه اللذات , كثيرة التبعات , جاهمة المحيا , كثيرة التلون , مزجت بالكدر , وخلطت بالنكد , و أنت منها في كبد .
لــون للحـيــاه
و لــون آخــر لــها
و لن تجد والدا أو زوجه, أو صديقا , او نبيلا , و لامسكنا و لا وظيفة الا و فيه مايكدر , و عنده مايسوء أحيانا , فأطفئ حر شره ببرد خيره , لتنجو رأسا برأس , و الجروح قصاص .
أراد الله لهذه الدنيا أن تكون جامعة للضدين , و النوعين , والفريقين , والرأيين خير وشر , صلاح و فساد , سرور و حزن , ثم يصفو الخير كله و الصلاح و السرور في الجنه , و يجمع الشر كله و الفساد و الحزن في النار .
و في الحديث ( الدنيا ملعونة ملعون مافيها الا ذكر الله و ما والاه و عالم و متعلم )
فعش واقعك و لاتسرح مع الخيال و حلق في عالم المثاليات , اقبل دنياك كما هي , و طوع نفسك لمعايشتها و مواطنتها , فسوف لا يصفو لك فيها صاحب , ولايكمل لك فيها أمر , لأن الصفو و الكمال و التمام ليس من شأنها و لامن صفاتها .
فينبغي أن نسدد و نقارب , و نعفو ونصفح , ونأخذ ماتيسر , ونذر ما تعسر و نغض الطرف أحيانا , ونسدد الخطى , ونتغافل عن أمور .
لا تحزن - صــ58 - الطبعه الثانيه
| |
| | | رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني الأحد نوفمبر 02, 2008 1:23 am | |
|
الفقرة الرابعه الصلاة .. الصلاة((. يَا أيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ .)) إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن, وأخذ الهم بتلابيك, فقم حالاً إلى الصلاة, تثبت لك روحك, وتطمئن نفسك, إن الصلاة كفيلة - بإذن الله - باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم, ومطاردة فلول الاكتئاب .
كان (. صلى الله عليه وسلم .) إذا حزبه أمر قال . أرحنا بالصلاة يا بلال .)) فكانت قُرة عينه وسعادته وبهجته .
وقد طالعت سير قومٍ أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم الضوائق, وكشرت في وجوههم الخطوب, فزعوا إلى صلاة خاشعة, فتعـودُ لهم قُوْاهُمْ وإراداتُهم وهِمِمُهُمْ .
إن صلاة الخوفِ فرضت لِتُؤَدى في ساعة الرعب, يومَ تتطاير الجماجم, وتسيل النفوس على شفرات السيوف, فإذا أعظمُ تثبيت وأجل سكينة صلاة خاشعة .
إن يمر على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية أن يتعرف على المسجد, وأن يمرغ جبينه ليرضي ربه أولاً, ولينقذ نفسه من هذا العذاب الواصب, وإلا فإن الدمع سوف يحرق جَفْنهُ, والحزن سوف يحطم أعصابه, وليس لديه طاقةُ تمده بالسكينة والأمنِ إلا الصلاة .
من أعظم النعم - لو كنا نعقل - هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارةٌ لذنوبنا, رفعه لدرجاتنا عند ربنا, ثم علاجٌ عظيمٌ لمآسينا, ودواء ناجع لأمراضنا, تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من السقسن, وتملأ جوانحنا بالرضا .
أما أولئك الذين جانبوا المسجد, وتركوا الصلاة, فمن نكدٍ إلى نكدٍ, ومن حزنٍ إلى حزنٍ, ومن شقاءٍ إلى شقاءٍ . ((. فَتَعْساً لَّهُمْ وأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ .))
لا تـحــزن لا تحزنْ : لأنكـ جربت الحزن بالأمس فمـا نفعكـ شيئاً, رَسَبَ ابنك فحزنت, فهل نَجَحَ ؟! مات والدُك فحزنت فهل عادَ حياً ؟! خَسِرتَ تجارتك فحزنت, فهل عادت الخسائرُ أرباحاً ؟!
لا تحزنْ : لأنكـ حزنت من المصيبة فصارت مصائب, وحزنت من الفقر فازْددْتَ نكدداً, وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك, وحزنت من توقُّع مكروهٍ فما وَقَعَ .
لا تحزنْ : فإنه لنْ ينفعَكَ مع الحُزْن دارٌ واسعةٌ, ولا زوجةٌ حسناءُ, ولا مالٌ وفيرٌ, ولا منصبٌ سامٍ, ولا أولادٌ نجباءُ .
لا تحزنْ : لأن الحزن يريكـ الماءَ الزلالَ علْقماً, والوردةَ حنظَلَةً, والحديقة صحراءَ قاحلةً, والحياةَ سجناً لا يُطاقُ .
لا تحزنْ : وأنتَ عندك عينانِ وأذنانِ وشفتانِ, ويدانِ ورجلانِ ولسانٌ, وجنانُ وأمنٌ وأمانٌ, وعافيةٌ في الأبدانِ :. ((. فَبِأَيَّ آلاءِ رَبَّكُمَا تُكَذَّبَانِ .)) .
لا تحزنْ : ولكـ دينٌ تعتقدُهُ, وبيت تسكُنُهُ, وخبزٌ تأكله, وماءٌ تشربُهُ, وثوبٌ تلبسُهُ, وزوجةٌ تأوي إليها, فلمـاذا تحزنْ ؟!
الفقـرة السـادسة
كيف تواجه النقد الآثم ؟
الرُّقعاءُ السُّخفاءُ سبُّوا الخالق الرَّازق جلَّ في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو ، فماذا أتوقعُ أنا وأنت ونحنُ أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجهُ في حياتِك حرْباً! ضرُوساُ لا هوادة فيها من النًّقدِ الآثمِ المرِّ ، ومن التحطيم المدروسِ المقصودِ ، ومن الإهانةِ المتعمّدةِ مادام أنك تُعطي وتبني وتؤثرُ وتسطعُ وتلمعُ ، ولن يسكت هؤلاءِ عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرضِ أو سلماً في السماءِ فتفرَّ منهم ، أما وأنت بين أظهرِهِمْ فانتظرْ منهمْ ما يسوؤك ويُبكي عينك ، ويُدمي مقلتك ، ويقضُّ مضجعك.
إن الجالس على الأرضِ لا يسقطُ ، والناسُ لا يرفسون كلباً ميتاً ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فُقْتَهمْ صلاحاً ، أو علماً ، أو أدباً ، أو مالاً ، فأنت عندهُم مُذنبٌ لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونِعَمَ اللهِ عليك ، وتنخلع من كلِّ صفاتِ الحمدِ ، وتنسلخ من كلِّ معاني النبلِ ، وتبقى بليداً ! غبيَّا ، صفراً محطَّماً ، مكدوداً ، هذا ما يريدونهُ بالضبطِ . إذاً فاصمد لكلامِ هؤلاءِ ونقدهمْ وتشويهِهِمْ وتحقيرِهمْ (( أثبتْ أُحُدٌ )) وكنْ كالصخرةِ الصامتةِ المهيبةِ تتكسرُ عليها حبّاتُ البردِ لتثبت وجودها وقُدرتها على البقاءِ . إنك إنْ أصغيت لكلامِ هؤلاءِ وتفاعلت به حققت أمنيتهُم الغالية في تعكيرِ حياتِك وتكديرِ عمرك ، ألا فاصفح الصَّفْح الجميل ، ألا فأعرضْ عنهمْ ولا تكُ في ضيقٍ مما يمكرون. إن نقدهمُ السخيف ترجمةٌ محترمةٌ لك ، وبقدرِ وزنِك يكُون النقدُ الآثمُ المفتعلُ .
إنك لنْ تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاءِ ، ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيعُ أن تدفن نقدهُم وتجنّيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهمْ ، واطِّراحك لأقوالهِمِ!. ((. قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ .)) بل تستطيعُ أنْ تصبَّ في أفواهِهِمُ الخرْدَلَ بزيادةِ فضائلك وتربيةِ محاسنِك وتقويم اعوجاجِك . إنْ كنت تُريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوباً لدى الكلِّ ، سليماً من العيوبِ عند العالمِ ، فقدْ طلبت مستحيلاً وأمَّلت أملاً بعيداً .
الفقرة السابعه فكر واشكرالمعنى : أن تذكر نِعم اللهِ عليك فإذا هي تغْمُرُك منْ فوقِك ومن تحتِ قدميْك ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾ صِحَّةٌ في بدنٍ ، أمنٌ في وطن ، غذاءٌ
وكساءٌ ، وهواءٌ وماءٌ ، لديك الدنيا وأنت ما تشعرُ ، تملكُ الحياةً وأنت لا تعلمُ ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ عندك عينان ، ولسانٌ وشفتانِ ،
ويدانِ ورجلانِ ﴿ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ هلْ هي مسألةٌ سهلةٌ أنْ تمشي على قدميْك ، وقد بُتِرتْ أقدامٌ؟! وأنْ تعتمِد على ساقيْك ، وقد قُطِعتْ سوقٌ؟! أحقيقٌ
أن تنام ملء عينيك وقدْ أطار الألمُ نوم الكثيرِ؟! وأنْ تملأ معدتك من الطعامِ الشهيِّ وأن تكرع من الماءِ الباردِ وهناك من عُكِّر عليه الطعامُ ، ونُغِّص عليه الشَّرابُ
بأمراضٍ وأسْقامٍ ؟! تفكَّر في سمْعِك وقدْ عُوفيت من الصَّمم ، وتأملْ في نظرِك وقدْ سلمت من العمى ، وانظر إلى جِلْدِك وقد نجوْت من البرصِ والجُذامِ ، والمحْ عقلك
وقدْ أنعم عليك بحضورهِ ولم تُفجعْ بالجنونِ والذهولِ .
أتريدُ في بصرِك وحدهُ كجبلِ أُحُدٍ ذهباً ؟! أتحبُّ بيع سمعِك وزن ثهلان فضةَّ ؟! هل تشتري قصور الزهراءِ بلسانِك فتكون أبكم؟! هلْ تقايضُ بيديك
مقابل عقودِ اللؤلؤ والياقوتِ لتكون أقطع؟! إنك في نِعمٍ عميمةٍ وأفضالٍ جسيمةٍ ، ولكنك لا تدريْ ، تعيشُ مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً ، وعندك الخبزُ
الدافئُ ، والماءُ الباردُ ، والنومُ الهانئُ ، والعافيةُ الوارفةُ ، تتفكرُ في المفقودِ ولا تشكرُ الموجود، تنزعجُ من خسارةٍ ماليَّةٍ وعندك مفتاحُ السعادة،
وقناطيرُ مقنطرةٌ من الخيرِ والمواهبِ والنعمِ والأشياءِ ، فكّرْ واشكرْ ﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ فكّرْ في نفسك ، وأهلِك ، وبيتك ، وعملِك ، وعافيتِك ،
وأصدقائِك ، والدنيا من حولِك ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا ﴾ .
الفقره الثامنه لـن يـضـرك الـسـب و الـشـتــم
كان الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن يقول : أنا لا أقرأ رسائل الشتم التي توجه الي , و لا أفتح مظروفها فضلا عن الرد عليها , لأنني لو اشتغلت بها لما قدمت شيئا لشعبي .
يقول الله سبحانه و تعالى ( فاعرض عنهم ) ( فأصفح الصفح الجميل ) ( فأصفح عنهم وقل سلام )
قال حسان :
ما أبالي أنب بالحزن تيس أو لحاني بظهر غيب لئيمالمعنى : أن كلمات اللؤماء و السفهاء و السخفاء و الحقراء الشتامين المتسلقين على أعراض الناس , لاتضر و لا تهم , ولا يمكن أن يتلفت لها مسلم , أو أن يتحرك منها شجاع .
كان قائد البحريه الأمريكيه في الحرب العالميه الثانيه رجلا لا معا , يحرص على الشهره , فتعامل مع مرؤوسيه الذين كالوا له الشتائم و السباب و الاهانات , حتى قال : اصبح اليوم عندي من النقد مناعه , لقد عجم عودي , وكبرت سني , و علمت أن الكلام لا يهدم مجدا و لا ينسف سورا حصينا .
و ماذا تبتغي الشعراء مني و قد جاوزت حد الأربعينا
يذكر عن عيسى عليه السلام , أنه قال : أحبوا أعدائكم .
و المعنى : أن تصدروا في أعدائكم عفوا عاما , حتى تسلموا من التشفي و الانتقام و الحقد الذي ينهي حياتكم .
( و العافين عن الناس والله يحب المحسنين )
( اذهبوا فأنتم الطلقاء )
( لاتثريب عليكم اليوم ) ( عفا الله عما سلف )
كتاب لا تحزن لعائض القرني
الطبعه الثامنه
رقم الصفحه 242
ملاحظه : قرأنا في هذه الفقره أن الكاتب ذكر أقوال بشر شخصيات غير مسلمه , فلا عيب في ذلك , لانها أقوال و حكم تفيدنا في حياتنا اليوميه , العيب أن نأخذ أقوالهم التي تخالف شرع الله , وتتعدى عليه , بدعوى ( الانفتاحيه ) و ( حوار الحضارات الملفق ) .
Fab4ri
| |
| | | رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني الأحد نوفمبر 02, 2008 1:29 am | |
|
ملاحظه : قرأنا في هذه الفقره أن الكاتب ذكر أقوال بشر شخصيات غير مسلمه , فلا عيب في ذلك , لانها أقوال و حكم تفيدنا في حياتنا اليوميه , العيب أن نأخذ أقوالهم التي تخالف شرع الله , وتتعدى عليه , بدعوى ( الانفتاحيه ) و ( حوار الحضارات الملفق ) .
Fab4ri
الفقــرة رقم 9
((. أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ .))الحسدَ كالأكلةِ الملِحَةِ تنخرُ العظمَ نخْراً ، إنَّ الحسد مرضٌ مزمنٌ يعيثُ في الجسم فساداً ،وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالمٌ في ثوبِ مظلوم ، وعدوٌّ في جِلْبابِ صديقٍ . وقد قالوا : لله درُّ الحسدِ ما أعْدَلَهْ ، بدأ بصاحبهِ فقتَلَهَ .
إنَّ الحاسد يُشْعِلُ فرناً ساخناً ثم يقتحمُ فيه . التنغيصُ والكدرُ والهمُّ الحاضرُ أمراضٌ , يولّدها الحسدُ لتقضي على الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ . بلِيَّةُ الحاسِدِ أنهُ خاصمَ القضاءَ ، واتهم الباري في العدْلِ ، وأساء الأدب مع الشَّرعْ ، وخالف صاحبَ المنْهجِ .
يا للحسد من مرضٍ لا يُؤجرُ عليهِ صاحبُه ، ومن بلاءٍ لا يُثابُ عليه المُبْتَلَى به , وسوف يبقى هذا الحاسدُ في حرقةٍ دائمةٍ حتى يموت أو تذْهَبَ نِعمُ الناسِ عنهم .
كلٌّ يُصالحُ إلاَّ الحاسد فالصلحُ معه أن تتخلّى عن نعمٍ اللهِ وتتنازل عن مواهِبِك ، وتُلْغِي خصائِصك , ومناقِبك ، فإن فعلت ذلك فلَعَلَّهُ يرضى على مضضٍ ، نعوذُ باللهِ من شرِّ حاسد إذا حسدْ ، فإنه يصبحُ كالثعبانِ الأسودِ السَّام لا يقر قراره حتى يُفرِغَ سمَّهُ في جسم بريءٍ .
.:: فأنهـاك أَنهـاك عن الحسـد واستعذ باللهِ من الحاسِدِ فإنه لكـ بالمرصـادِ ::.
الفقره العاشرهكن سعيـداً
_ الإيمان والعمـل الصالح همـا سر حياتك الطيبة , فاحرص عليهمـا .
_ اطلب العلم والمعرفة , وعليك بالقراءة فإنها تذهب الهم .
_ جدد التوبة وأهجـر المعاصي , لأنهـا تنغص عليك الحيـاة .
_ عليك بقراءة القرآن متدبراً , وأكثر من ذكـر الله دائماً .
_ أحسن إلى الناس بأنواع الإحسـان ينشرح صدرك .
_ كن شجاعاً لا وجلاً خائفاً , فالشجاع منشرح الصدر .
_ طهـر قلبك من الحسد والحقـد والدغل والغش وكل مرض .
_ اترك فضول النظر والكلام والإستماع والمخالطة والأكل والنوم .
_ انهمك في عمل مثير تنسَ همومك وأحزانك .
_ عش في حـدود يومك وانس الماضي والمستقبل .
_ قدر أسوأ الإحتمال ثم تعامل معه لو وقع .
_ لا تطاوع ذهنك في الذهاب وراء الخيالات المخيفة والأفكار السيئة .
_ لا تغضب , واصبر واكظم واحلم وسامح , فالعمر قصير .
_ لا تتوقع زوال النعم وحلول النقم . بل على الله توكل .
_ أعط المشكلة حجمها الطبيعي ولا تضخم الحوادث .
_ بسط الحياة واهجر الترف , ففضول العيش شغل , ورفاهية الجسم عذاب للروح .
_ صحح تفكيرك , ففكر في النعم و النجاح والفضيلة .
_ لا تنتظر شكراً من أحد , فليس لك على أحد حق , وافعل الإحسان لوجه الله فحسب .
_ احسم عملك في الحال ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد .
_ فكر في نعم الله عليك , وتحدث بها واشكر الله عليها .
_ اقنع بما آتاك الله من صحة ومال وأهل وعمل .
_ ادع الله دائماً بالعفو والعافية وصالح الحال والسلامة .
الفقرة الحادية عشر
الصحة و الفراغ و اغتنامهما في طاعة اللهينبغي ألا تضيع صحة جسمك , و فراغ وقتك , بالتقصير في طاعة ربك , و الثقة بسالف عملك , فأجعل الاجتهاد غنيمة صحتك , و العمل فرصة فراغك , فليس كل الزمان مستعدا و لا مافات مستدركا , و للفراغ زيغ أو ندم , و للخولوة ميل أو أسف.
و قال عمر بن الخطاب : الراحة للرجال غفله , و للنساء غلمه .
وقيل : ان يكن الشغل مجهدة , فالفراغ مفسده .
و قال بعض الحكماء : اياكم و الخلوات , فانها تفسد العقول , و تعقد المحلول .
و قال بعض البلغاء : لا تمض يومك في غير منفعه , و لا تضع مالك في غير صنيعه , فالعمر أقصر من أن ينفد في غير المنافع , و المال أقل من ان يصرف في غير الصنائع , و العاقل أجل من أن يفني أيامه فيما لا يعود عليه نفعه و خيره , و ينفق أمواله فيما لا يحصل له ثوابه و أجره .
و أبلغ من ذلك قول عيسى ابن مريم على نبينا و عليه السلام : البر ثلاثة : المنطق , و النظر , و الصمت , فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا , و من كان نظره في غير اعتبار فقد سها , ومن كان صمته في غير فكر فقد لها .
الفقره الثانية عشر
رفقا بالقوارير
قال تعالى :
( و عاشروهن بالمعروف ) ( و جعل بينكم مودة و رحمة )
و في الحديث ( استوصوا بالنساء خيرا , فانهن عوان عندكم )
و في حديث آخر ( خيركم خيركم لأهله , و أنا خيركم لأهلي )
البيت السعيد هو العامر بالألفه , القائم على الحب المملوء تقوى و رضوانا ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فأنهار به في نار جهنم و الله لا يهدي القوم الظالمين )
وقـفــات
الطــريق إلى تلكـ الوقـف ـات الـرائـعــة.. روحوا يسار
وقـفـات رسـمـت معـالم الطريق نحـو قـسـمات الصـحــوة ..
| |
| | | رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني الأحد نوفمبر 02, 2008 1:32 am | |
| الفـقـرة الثالثـة عشـر
مـا مــضـى فـــات
تذكُّرُ الماضيـ والتفاعلُ معه واستحضارُه ، والحزنُ لمآسيه حمقٌ وجنونٌ ، وقتلٌ للإرادةِ وتبديدٌ للحياةِ الحاضرةِ.
إن ملفَّ الماضيـ عند العقلاء يُطْوَى ولا يُرْوى ، يُغْلَقُ عليه أبداً في زنزانةِ النسيانِ ، يُقيَّدُ بحبالٍ قوَّيةٍ في سجنِ الإهمالِ فلا يخرجُ أبداً ، ويُوْصَدُ عليه فلا يرى النورَ ؛ لمـاذا ؟!
لأنه مضى وانتهى ، لا الحزنُ يعيدُهَ ، ولا الهمُّ يصلحهُ ، ولا الغمَّ يصحِّحُهُ ، لا الكدرُ يحييهِ ، لأنُه عدمٌ ، لا تعشْ في كابوس الماضيـ وتحت مظلةِ الفائتِ ، أنقذْ نفسك من شبحِ الماضيـ ،
أتريدُ أن ترُدَّ النهر إلى مَصِبِّهِ ، والشمس إلى مطلعِها ، والطفل إلى بطن أمِّهِ ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العينِ ، إنَّ تفاعلك مع الماضيـ ، وقلقك منهُ واحتراقك بنارهِ ،
وانطراحك على أعتابهِ وضعٌ مأساويٌّ رهيبٌ مخيفٌ مفزعٌ .
القراءةُ في دفتر الماضيـ ضياعٌ للحاضرِ ، وتمزيقٌ للجهدِ ، ونسْفٌ للساعةِ الراهنةِ ، ذكر اللهُ الأمم وما فعلتْ ثم قال : ((. تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ .)) انتهى الأمرُ وقُضِي ،
ولا طائل من تشريحِ جثة الزمانِ ، وإعادةِ عجلةِ التاريخ.
إن الذي يعودُ للماضيـ ، كالذي يطحنُ الطحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وكالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ .
إن بلاءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ بماضينا ، نهملُ قصورنا الجميلة ، ونندبُ الأطلال البالية ، ولئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على إعادةِ ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحالُ بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلفِ ؛
لأنَّ الرِّيح تتجهُ إلى الأمامِ , والماءُ ينحدرُ إلى الأمامِ ، والقافلةُ تسيرُ إلى الأمامِ ،
فـلا تخـالف سنـة الحيـاة ..
الفـقــرة الرابـعـة عشـر
لا تحـطـمك التـوافـهُ
كم من مهمومٍ سببُ همِّهِ أمرٌ حقيرٌ تافهٌ لا يُذْكَرُ !! .
انظر إلى المنافقين ، ما أسقط همَمَهُم ،وما أبْردَ عزائِمَهُمْ . هذه أقوالُهم : ((. لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ .)) , ((. ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي .)) , ((. بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ .)) ,
((. نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ .)) ، ((. مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً .)) ...
يا لخيبةِ هذِهِ المعاطس يا لتعاسةِ هذهِ النفوسِ .
همهم البطونُ والصحونُ والدورُ والقصورُ ، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المُثُلِ ، لم ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل . همُّ أحدِهِمْ ومبلغُ عِلْمِهِ : دابَّتهُ وثوبُهُ ونعلُهُ ومأدبتُهُ ،
وانظرْ لقطَّاعٍ هائلٍ منَ الناسِ تراهم صباح مساء سببُ همومهمْ خلافٌ مع الزوجةِ ، أو الابنِ ، أو القريبِ ، أو سماعُ كلمةٍ نابيةٍ ، أو موقفٌ تافهٌ .
هذه مصائبُ هؤلاءِ البشَرِ ، ليس عندهم من المقاصدِ العليا ما يشغلُهم ، ليس عندهم من الاهتماماتِ الجليلةِ ما يملأُ وقتهم ، وقدْ قالوا : إذا خرج الماءُ من الإناءِ ملأهُ الهواءُ ،
إذاً ففكرْ في الأمرِ الذي تهتمُّ له وتغتمُّ , هلْ يستحقُ هذا الجهد وهذا العناءَ ، لأنك أعطيته من عقلِك ولَحْمِك ودَمِك وراحتِك ووقتِك ، وهذا غُبْنٌ في الصفقةِ ،
وخسارةٌ هائلةٌ ثمنُها بخسٌ ، وعلماءُ النفسِ يقولون : اجعلْ لكلِ شيء حداً معقولاً ،
وأصدق من هذا قولهُ تعالى : ((. قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً .)) فأعطِ القضية حجْمها ووزنها وقدْرها وإياكَ والظلم والغُلُوَّ .
هؤلاءِ الصحابةُ الأبرارُ همهم تحت الشجرةِ الوفاءُ بالبيعةِ فنالوا رِضوان اللهِ ، ورجُلٌ معهم أهمَّه جملُهُ حتى فاتهُ البيعُ فكان جزاءهُ الحرمانُ والمقتُ ,
فاطرحِ التوافِه والاشتغال بها تجدْ أنَّ أكثر همومِك ذهبتْ عنك وعُدْتَ فَرِحاً مسروراً .
الفـقــرة الخـامسة عشـر
الإحـسان إلى الآخـرين إنشـراح للصـدر
الجميلُ كاسمِهِ ، والمعروفُ كرسمِهِ ، والخيرُ كطعمِهِ.
أولُ المستفيدين من إسعادِ النَّاسِ همُ المتفضِّلون بهذا الإسعادِ ، يجنون ثمرتهُ عاجلاً في نفوسهِمْ ، وأخلاقِهم ، وضمائِرِهِم ، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة.
فإذا طاف بك طائفٌ من همٍّ أو ألمِّ بك غمٌّ فامنحْ غيرك معروفاً وأسدِ لهُ جميلاً تجدِ الفرج والرَّاحة.
أعطِ محروماً ، انصر مظلوماً ، أنقِذْ مكروباً ، أطعمْ جائعاً ، أعنْ منكوباً ، تجدِ السعادة تغمرُك من بين يديْك ومنْ خلفِك.
إنَّ فعلَ الخيرِ كالطيب ينفعُ حاملهُ وبائعه ومشتريهُ ، وعوائدُ الخيرِ النفسيَّة عقاقيرُ مباركةٌ تصرفُ في صيدليةِ الذي عُمِرتْ قلوبُهم بالبِّر والإحسان .
إن توزيع البسماتِ المشرقةِ على فقراءِ الأخلاقِ صدقةٌ جاريةٌ في عالمِ ((_. ولو أن تلقى أخاك بوجهِ طلْقِ ._)) وإن عبوس الوجهِ إعلانُ حربٍ ضروسٍ على الآخرين
لا يعلمُ قيامها إلا علاَّمٌ الغيوبِ .
شربةُ ماءِ من كفِّ بغي لكلب عقورٍ أثمرتْ دخول جنة عرضُها السمواتُ والأرضُ ؛ لأنَّ صاحب الثوابِ غفورٌ شكورٌ جميلٌ ، يحبُّ الجميل ، غنيٌ حميدٌ .
يا منْ تُهدِّدهُمْ كوابيسُ الشقاءِ والفزع والخوفِ هلموا إلى بستانِ المعروفِ وتشاغلوا بالآخرين، عطاءً وضيافةً ومواساةً وإعانةً وخدمةً وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً .
((. وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى _/ 19 /_ إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى _/ 20 /_ وَلَسَوْفَ يَرْضَى .))
| |
| | | رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني الأحد نوفمبر 02, 2008 1:33 am | |
|
الفــقــرة السـادسـة عـشــر
لا تــكـــن إمــعــة
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذُب في الآخرين . إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثيرٌ هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتِهم وحركاتِهم ، وكلامَهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصْهرُوا في شخصيِّات الآخرين ، فإذا التكلّفُ والصَّلفُ ، والاحتراقُ ، والإعدامُ للكيان وللذَّات.
من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنانِ في صورةٍ واحدةٍ ، فلماذا يتفقون في المواهبِ والأخلاق .
أنت شيءٌ آخرُ لم يسبق لك في التاريخِ مثيلٌ ولن يأتي مثُلك في الدنيا شبيه .
أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو فلا تحشرْ نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .
انطلق على هيئتك وسجيَّتك ((. قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ .)) ، ((. وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ .)) عشْ كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك , لا تخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغِ وجودك وتقتل استقلالك .
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا , لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ((.. لا يكن أحدكم إمَّعة ..)) .
إنَّ الناس في طبائعهمْ أشبهُ بعالمِ الأشجارِ : حلوٌ وحامضٌ ، وطويلٌ وقصيرٌ ، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموزِ فلا تتحولْ إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً , إن اختلاف ألوانِنا وألسنتِنا ومواهبِنا وقدراتِنا آيةٌ منْ آياتِ الباري فلا تجحد آياته .
الفــقـره الـسـابعـة عشـر
لا تـنـتظر شكـراً من أحــد
خلق اللهُ العباد ليذكروهُ ورزق اللهُ الخليقة ليشكروهُ ، فعبد الكثيرُ غيره ، وشكرَ الغالبُ سواه ، لأنَّ طبيعة الجحودِ والنكرانِ والجفاءِ وكُفْرانِ النِّعم غالبةٌ على النفوس ، فلا تُصْدمْ إذا وجدت هؤلاءِ قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العِداءَ ، ورموك بمنجنيق الحقدِ الدفين ، لا لشيءٍ إلا لأنك أحسنت إليهمْ ((. وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ.)) وطالعْ سجلَّ العالمِ المشهود ، فإذا في فصولِهِ قصةُ أبٍ ربَّى ابنهُ وغذّاهُ وكساهُ وأطعمهُ وسقاهُ ، وأدَّبهُ ، وعلَّمهُ ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعِب ليرتاح ، فلمَّا طرَّ شاربُ هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالدهِ كالكلبِ العقورِ ، استخفافاً ، ازدراءً ، مقتاً ، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً .
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراقُ جميلِهمْ عند منكوسي الفِطرِ ، ومحطَّمي الإراداتِ ، وليهنؤوا بعوضِ المثوبةِ عند من لا تنفدُ خزائنُه .
إن هذا الخطاب الحارَّ لا يدعوك لتركِ الجميلِ ، وعدمِ الإحسانِ للغير ، وإنما يوطِّنُك على انتظار الجحودِ ، والتنكرِ لهذا الجميلِ والإحسانِ ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون .
اعمل الخير لِوجْهِ اللهِ ؛ لأنك الفائزُ على كل حالٍ ، ثمَّ لا يضرك غمْطُ من غمطك ، ولا جحودُ من جحدك ، واحمدِ الله لأنك المحسنُ ، واليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى ((. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً .)) .
وقد ذُهِل كثيرٌ من العقلاءِ من جبلَّةِ الجحودِ عند الغوْغاءِ ، وكأنهمْ ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوَّه وتمردهُ ((. مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ .)) لا تُفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك ، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهشُّ بها على غنمهِ ، فشجَّ بها رأسك ، هذا هو الأصلُ عند هذهِ البشريةِ المحنّطةِ في كفنِ الجحودِ مع باريها جلَّ في علاه ، فكيف بها معي ومعك ؟! .
الفــقــرة الثـامــنة عـشــر
اتـــرك المسـتـقبل حتى يـأتي
((. أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ .)) .. لا تستبقِ الأحداث ، أتريدُ إجهاض الحملِ قبْل تمامِهِ ؟! وقطف الثمرةِ قبل النضج ؟! إنَّ غداً مفقودٌ لا حقيقة لهُ ، ليس له وجودٌ ، ولا طعمٌ ، ولا لونٌ ، فلماذا نشغلُ أنفسنا بهِ ، ونتوجَّسُ من مصائِبِهِ ، ونهتمُّ لحوادثهِ ، نتوقعُ كوارثهُ ، ولا ندري هلْ يُحالُ بيننا وبينهُ ، أو نلقاهُ ، فإذا هو سرورٌ وحبورٌ ؟!
المهمُّ أنه في عالمِ الغيبِ لم يصلْ إلى الأرضِ بعْدَ ، إن علينا أنْ لا نعبر جسراً حتى نأتيه ، ومن يدري ؟ لعلَّنا نقِف قبل وصولِ الجسرِ ، أو لعلَّ الجسرَ ينهارُ قبْل وصولِنا ، وربَّما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلامٍ .
إن إعطاء الذهنِ مساحةً أوسع للتفكيرِ في المستقبلِ وفتحِ كتابِ الغيبِ ثم الاكتواءِ بالمزعجاتِ المتوقعةِ ممقوتٌ شرعاً ؛ لأنه طولُ أملٍ ، وهو مذمومٌ عقلاً ؛ لأنه مصارعةُ للظلِّ . إن كثيراً من هذا العالم يتوقُع في مُستقبلهِ الجوعَ والعري والمرضَ والفقرَ والمصائبَ ، وهذا كلُّه من مُقرراتِ مدارسِ الشيطانِ ((. الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً .)) ..
كثيرٌ همْ الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غدا ً، وسوف يمرضون بعد سنةٍ ، وسوف ينتهي العالمُ بعد مائةِ عام . إنَّ الذي عمرُه في يد غيره لا ينبغي لهُ أن يراهن على العدمٍ ، والذي لا يدرِي متى يموتُ لا يجوزُ لهُ الاشتغالُ بشيءٍ مفقودٍ لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخبارِه ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغولٌ باليوم .
وإن تعجبْ فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهمَّ نقداً ليقضوه نسيئةً في يومٍ لم تُشرق شمسُه ولم ير النور ، فـ حذار من طولِ الأملِ .
| |
| | | رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني الأحد نوفمبر 02, 2008 1:36 am | |
|
الفـقـرة التـاسعـة عـشـر
((. إِنَّ مَـعَ الْعُسْـرِيُسْـراً .))
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأريٌّ ، وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ، سوف يصلُ الغائبُ ، ويهتديالضالُّ ، ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ .. ((. فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَبِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ .)) ..
بشَّر الليل بصبح صادقيطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ، ومسارب الأوديةِ ، بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُفي سرعةِ الضَّوْءِ ، ولمُحِ البصرِ ، بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍوادعةٍ .
إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراءوارفةّ الظِّلالِ .
إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوفيَنْقطُعِ .
مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ، ومع الفَزَعِ سكينةٌ .
النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ، لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ ((. بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ .)) ..
البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَالرَّحْمَنِ ، لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ ((. كَلَّا إِنَّ مَعِيَرَبِّي سَيَهْدِينِ .)) ..
المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْجلَّ في عُلاهُ معنا ؛ فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .
إن عبيد ساعاتِهمالراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَوالتَّعاسةَ ، لأنهم لا ينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ فَحَسْبُ . ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ إلى ماوراء الأسوارِ .
إذاً فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ، وأفضلُالعبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ،والغيبُ مستورٌ ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ، ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلكأمراً ، وإن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن مع العُسْرِ يُسْراً .
الفـقــرة العشـرين
لا تـحــزنْ واطـردِ الهـمَّ
راحةُ المؤمن غَفْلَةٌ ، والفراغُ قاتلٌ ، والعطالَةُ بطالَةٌ ، وأكثرُ الناسِ هموماً وغموماً وكدراً العاطلونَ الفارغونَ . والأراجيفُ والهواجسُ رأسُ مالِ المفاليسِ من العملِ الجادِّ المثمرِ .
فتحرَّك واعملْ ، وزاولْ وطالعْ ، واتْلُ وسبِّحْ ، واكتبْ وزُرْ ، واستفدْ منْ وقتِك ، ولا تجعلْ دقيقةً للفراغِ ، إنك يوم تفرغُ يدخلُ عليك الهمُّ والغمُّ ، والهاجسُ والوساوسُ ، وتصبحُ ميداناً لألاعيبِ الشيطانِ .
الفـقـرة الحـاديـة والعـشـرون
اصـنع مـن اللـيـمون شـرابا ً حـلوا ً
الذكيُّ الأريبُ يحوّلُ الخسائر إلى أرباحٍ ، والجاهلُ الرِّعْديِدُ يجعلُ المصيبة مصيبتينِ .
طُرِدَ الرسولُ , (اللهم صلي وسلم عليه) , من مكةَ فأقامَ في المدينةِ دولةً ملأتْ سمْع التاريخِ وبصرهُ .
سُجن أحمدُ بنُ حَنْبَلَ وجلد ، فصار إمام السنة ، وحُبس ابنُ تيمية فأُخْرِج من حبسهِ علماً جماً ، ووُضع السرخسيُّ في قعْرِ بئْرٍ معطلةٍ فأخرج عشرين مجلداً في الفِقْهِ ، وأقعد ابن الأثيرِ فصنّفَ جامع الأصول والنهاية من أشهرِ وأنفعِ كتبِ الحديثِ ، ونُفي ابنُ الجوزي من بغداد ، فجوَّد القراءاتِ السبعِ ، وأصابتْ حمى الموتِ مالك بن الريبِ فأرسل للعالمين قصيدتهُ الرائعة الذائعة التي تعدِلُ دواوين شعراءِ الدولةِ العباسيةِ ، ومات أبناءُ أبي ذؤيب الهذلي فرثاهمْ بإلياذة أنْصت لها الدهرُ ، وذُهِل منها الجمهورُ ، وصفَّق لها التاريخُ .
إذا داهمتك داهيةٌ فانظرْ في الجانبِ المشرِقِ منها ، وإذا ناولك أحدُهمْ كوب ليمونٍ فأضفْ إليهِ حِفْنَةً من سُكَّر ، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذْ جلْدَهُ الثمين واتركْ باقيه ، وإذا لدغتْك عقربٌ فاعلم أنه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينة ضد سُمِّ الحياتِ .
تكيَّف في ظرفكِ القاسي ، لتخرج لنا منهُ زهْراً وورْداً وياسميناً ((. وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ .)) ..
سجنتْ فرنسا قبل ثورتِها العارمةِ شاعرْين مجيديْنِ متفائلاً ومتشائماً فأخرجا رأسيْهما من نافذةِ السجنِ . فأما المتفائلُ فنظر نظرةٌ في النجومِ فضحك. وأما المتشائمٌ فنظر نظرة إلى الطينِ في الشارعِ المجاور فبكى. انظرْ إلى الوجه الآخر للمأساةِ ، لأن الشرَّ المحْض ليس موجوداً ؛ بل هناك خيرٌ ومَكْسبٌ وفَتْحٌ وأجْرٌ .
سلـسلة الوقـ فـات ..
V
V
VV
نبـحث عن تلك الـسعادة .. فـلم لا نـزال نعبـث في الجـانـب المنشور فيهـا !! ..
الفقــره الثانيه والعشرون
عنـدك نِـعَـمٌ كـثيـرة
فكِّرْ في نِعَمِ اللهِ الجليلةِ وفي أعطياتِهِ الجزيلةِ ، واشكُرْهُ على هذهِ النعمِ ، واعلمْ أنكَ مغمورٌ بأعطياتِهِ .
قال سبحانه وتعالى : ((. وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا .)) ..
وقال تعالى : ((. وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً .)) ..
وقال سبحانه : ((. وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ .)) ..
وقال سبحانه وهو يقررُ العبدُ بنعمِهِ عليهِ : ((. أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ () وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ () وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ .)) ..
نِعَمٌ تَتْرَى ..:..
نعمةُ الحياةِ ، ونعمةُ العافيةِ ، ونعمةُ السمعِ ، ونعمةُ البصرِ ، واليدينِ والرجليْن ، والماءِ والهواءِ ، والغذاءِ ، ومن أجلِّها نعمةُ الهدايةِ الربانية : ( الإسلاَمُ ) .
يقولُ أحدُ الناسِ : أتريدُ بليون دولار في عينيك ؟ أتريُد بليون دولارٍ في أذنيك ؟ أتريدُ بليون دولار في رجليك ؟ أتريدُ بليون دولارٍ في يديك ؟ أتريدُ بليون دولارٍ في قلبك ؟
كمْ من الأموالِ الطائلةِ عندك وما أديتَ شُكْرَها !! .
الفـقـرة الثـالثـه العشـرون
ولِـم الـحـزنُ وعنـدك سـتَّة ُ أخلاطٍ ..؟؟
ذكر صاحبُ ( الفرجِ بعد الشدةِ ) : أنَّ احدَ الحكماءِ ابتُليَ بمصيبةٍ ، فدخلَ عليه إخوانُه يعزُّونَهُ في المصابِ ،
فقال : إني عملتُ دواءً من ستةِ أخلاطٍ .
قالوا : ما هي ؟
قال : الخلطُ الأولُ : الثقةُ باللهِ .
والخلط الثاني : علمي بأنَّ كلَّ مقدور كائنٌ .
والخلط الثالثُ : الصبرُ خيرٌ ما استعملهُ الممتحنُون .
والخلط الرابعُ : إنْ لم أصبرْ أنا فأيًّ شيء أعمل ؟! ولم أكنْ أُعين على نفسي بالجزع .
والخلط الخامسُ : قد يمكنُ أن أكون في شرٍّ مما أنا فيه .
والخلط السادسُ : من ساعةٍ إلى ساعةٍ فَرَجٌ .
الفـقـرة الرابعـة والعشرون
اعـفُ عمَّـن أسـاء إلـيكَ
ثمنُ القَصَاصِ الباهظِ ، وهو الذي يدفعُه المنتقمُ من الناسِ ، الحاقدُ عليهمْ : يدفعُه من قلبِه ، ومن لحمِهِ ودمِهِ ، من أعصابِه ومن راحتِهِ ، وسعادتِه وسرورِهِ ، إذا أراد أنْ يتشفَّى ، أو غضبَ عليهِمْ أو حَقَدَ . إنه الخاسرُ بلا شكٍّ .
وقدْ أخبرَنا اللهُ سبحانه وتعالى بدواءِ ذلك وعلاجِهِ ، فقالَ : ((. وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ .)) ..
وقالَ : ((. خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ .)) ..
وقالَ : ((. ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ .)) ..
الفــقــرة الخـامسـة والعشـرون
فـوائـد الشـدائـد
فإنَّ الشدائد تقوِّي القلب ، وتمحو الذنب ، وتقصِمُ العُجْبَ ، وتنسفُ الكِبْرَ ، وهي ذوبانٌ للغفلةِ ,
وإشعالٌ للتذكُّرِ ، وجلْبُ عطفِ المخلوقين ، ودعاءٌ من الصالحين ، وخضوعٌ للجبروتِ ، واستسلامٌ للواحد القهارِ ،
وزجْرٌ حاضرٌ ، ونذيرٌ مقدمٌ ، وإحياءٌ للذكرِ ، وتضرُّع بالصبرِ ، واحتسابٌ للغصصِ ، وتهيئةٌ للقدومِ على المولى ،
وإزعاجٌ عن الركونِ على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها ، وما خفي من اللطفِ أعظمُ ، وما سُتِرَ من الذنبِ أكبرُ ، وما عُفي من الخطأ أجلُّ .
الفـقـرة السـادسـة والعش ـرون
اطـردِ المَلَلَ مِنْ حيـاتِكَ
إن مَنْ يعِشْ عمرَهُ على وتيرةٍ واحدة جديرٌ أن يصيَبهُ المللُ ؛ لأن النفس ملولةٌ ، فإنَّ الإنسانَ بطبعهِ يَمَلُّ الحالةَ الواحدةَ ؛ ولذلكَ غايَرَ سبحانَهُ وتعالى بين الأزمنةِ والأمكنةِ ، والمطعوماتِ والمشروباتِ ، والمخلوقاتِ ، ليلٌ ونهارٌ ، وسهلٌ وجَبَلٌ ، وأبيضُ وأسودُ ، وحارٌّ وباردٌ ، وظلٌّ وحَرُور ، وحُلْوٌ وحامضٌ ، وقدْ ذكر اللهُ هذا التنُّوعَ والاختلافَ في كتابِهِ :
((. يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ .)) ..
((. صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ .)) ..
((. مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ .)) ..
((. وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا .)) ..
((. وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ .)) ..
وقد ملَّ بنو إسرائيل أجود الطعامِ ؛ لأنهمْ أداموا أكْله : ((. لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ .)) ..
وكان المأمونُ يقرأُ مرةً جالساً ، ومرةً قائماً ، ومرةً وهو يمشي ، ثم قال : النفسُ ملولةٌ ,
((. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ .)) ..
ومن يتأمَّلِ العباداتِ ، يَجِدْ التنوُّعَ والجدَّةَ ، فأعمالٌ قلبيَّةٌ وقوليةٌ وعمليةٌ وماليةٌ ، صلاةٌ وزكاةٌ وصومٌ وحجٌّ وجهادٌ ، والصلاةُ قيامٌ وركوعٌ وسجودٌ وجلوسٌ ،
فمنْ أراد الارتياح والنشاط ومواصلةَ العطاءِ فعليهِ بالتنويعِ في عملِهِ ، واطلاعِهِ وحياتِهِ اليوميَّةِ ، فعندَ القراءةِ مثلاً ينوِّعُ الفنونَ ، ما بين قرآنٍ وتفسيرٍ وسيرةٍ وحديثٍ وفقهٍ وتاريخٍ وأدبٍ وثقافةٍ عامَّةٍ ، وهكذا يوزِّع وقته ما بين عبادةٍ وتناولِ مباحٍ ، وزيادةٍ واستقبالِ ضيوفٍ ، ورياضةٍ ونزهةٍ ، فسوفَ يجدُ نفسَهُ متوثِّبةً مشرقةً ؛ لأنها تحبُّ التنويعَ وتستملحُ الجديدَ .
الفـقرة السـابـعـة والعشـرون
لا تيـأسْ مـنْ رَوْح ِ اللهِ
قال الله تعالى :. ((. إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ .)) ..
وقال تعالى :. ((. حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا .)) ..
وقال سبحانه :. ((. وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ .)) ..
وقال الله تعالى :. ((. وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا () هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً .)) ..
الفـقرة الثامنة والعشرون
ارض بمـا قسـمَ اللهُ لكَ تكـنْ أغنى الناسِ
أنَّ عليكَ أن تقْنع بما قُسِمَ لك من جسمٍ ومالٍ وولدٍ وسكنٍ وموهبةٍ ، وهذا منطقُ القرآن (( فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ )) ..
إنَّ غالبَ علماءِ السلفِ وأكثر الجيلِ الأولِ كانوا فقراء لم يكنْ لديهم أُعطياتٌ ولا مساكنُ بهيةٌ ، ولا مراكبُ ، ولا حشمٌ ، ومع ذلك أثْروُا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية ، لأنهم وجّهوا ما آتاهمُ اللهُ من خيرٍ في سبيلِهِ الصحيحِ ، فَبُورِكَ لهم في أعمارِهم وأوقاتِهم ومواهبهم ،
ويقابلُ هذا الصنفُ المباركُ
مَلأٌ أُعطوا من الأموالِ والأولادِ والنعمِ ، فكانتْ سببَ شقائِهم وتعاستِهم ، لأنهم انحرفوا عن الفطرةِ السويَّةِ والمنهجِ الحقِّ وهذا برهانٌ ساطعٌ على أن الأشياءَ ليستْ كلَّ شيءٍ ، انظرْ إلى من حمل شهاداتٍ عالميَّةً لكنهُ نكرةٌ من النكراتِ في عطائهِ وفهمهِ وأثرهِ ، بينما آخرون عندهم علمٌ محدودٌ ، وقدْ جعلوا منه نهراً دافقاً بالنفعِ والإصلاحِ والعمارِ .
إن كنت تريدُ السعادةُ فارضَ بصورتِك التي ركبَّك اللهُ فيها ، وارض بوضعكِ الأسري ، وصوتِك ، ومستوى فهمِك ، ودخلِك ، بل إنَّ بعض المربّين الزهادِ يذهبون إلى أبعدِ من ذلك فيقولون لك : ارض بأقلَّ ممَّا أنت فيهِ ودون ما أنت عليهِ .
هاك قائمةً رائعةً مليئةً باللامعين الذين بخسوا حظوظهُمُ الدنيوية :
عطاءُ بنُ رباح , عالمُ الدنيا في عهدهِ ، مولى أسودُ أفطسُ أشَلُّ مفلفلُ الشعرِ .
الأحنفُ بنُ قيس ، حليمُ العربِ قاطبةً ، نحيفُ الجِسْمِ ، أحْدَبُ الظهرِ ، أحنى الساقين ، ضعيفُ البنيةِ .
الأعمش محدِّثُ الدنيا ، من الموالي ، ضعيفُ البصرِ ، فقيرُ ذاتِ اليدِ ، ممزقُ الثيابِ ، رثُ الهيئةِ والمنزلِ .
الأنبياء الكرامُ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم ، كلٌّ منهم رعى الغنَمَ ، وكان داودُ حَدَّاداً ، وزكريا نجاراً ، وإدريس خياطاً ، وهم صفوةُ الناسِ وخَيْرُ البشرِ .
إذاً
فقيمتُك مواهبُك ، وعملُك الصالحُ ، ونفعُك ، وخلقك ، فلا تأس على ما فات من جمالٍ أو مالٍ أو عيالٍ ،
وارض بقسمِة اللهِ
((. نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .))
كتاب جليل سيحوز على رضاكم واعجابكم
\ | |
| | | ~][جوجو][~ كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 5026 نقاط : 4505
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني السبت نوفمبر 08, 2008 10:00 am | |
| | |
| | | حوووووووووووووور أميـرة المنتدى
عدد المساهمات : 341 نقاط : 295
| | | | رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| | | | رِوِجِ فِوِوِوِشششيِ مشرفة منتدى التصميم
عدد المساهمات : 973 نقاط : 175
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني الأحد نوفمبر 09, 2008 12:36 pm | |
| حوور
اللهم امين يدي ويدينكم
الله يبارك بحياتك وايامك
يكفيني دعوتك الله يفرح قلبك :wardh:
| |
| | | رند أميـرة المنتدى
عدد المساهمات : 907 نقاط : 993
| موضوع: رد: كتـآب عـآض آلقرني الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 10:23 am | |
| | |
| | | | كتـآب عـآض آلقرني | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| منتدى ماركة , ماركه , فاشن , موضه , 2011 , 2012 , ازياء , فساتين , ميك اب , مكياج جديد , اناقه :: °l|l° المنتديات الإسلامية °l|l° :: نفـζـاتً إيمـانيـﮧ ||~ | |
|
| منتدى ماركة , ماركه , فاشن , موضه , 2011 , 2012 , ازياء , فساتين , ميك اب , مكياج جديد , اناقه :: °l|l° المنتديات الإسلامية °l|l° :: نفـζـاتً إيمـانيـﮧ ||~ | |
|
|
| |
|