علامة أو كلمة (NIKE ) المطبوعة على القمصان والطاقيات ، هل ينبغي على المسلمين أن يتجنبوا شراء ولبس هذه الأنواع من المواد ؛ لأنني سمعت بعض الناس يقول أنها شرك ، وتعني أننا نطيع أي إله آخر غير الله - نعوذ بالله - ، فأرجوا تزويدي بإجابة مختصرة ، وبتاريخ : ( NIKE ) إذا كانت حقيقية .
الجواب :
الحمد لله
هذه الماركة المشهورة ( NIKE ) التي لعلها أشهر الماركات الرياضية العالمية تحمل اسم آلهة النصر عند اليونان ، أسس هذه الشركة واختار اسمها كل من : ( فيل نايت ) ، و ( بيل باورمان ) ، يريدان بهذا الاسم التيمن بنصر من ينافس من الرياضيين الذين يلبسون هذه الماركة ، ويرفعون شعار هذا الإله .
وهذا أمر مشهور تنص عليه الموسوعات العالمية ، انظر موسوعة ويكيبيديا على الانترنت
وفي شرح هذه المادة من قاموس "المورد" الشهير : " نايكي : إله النصر عند الإغريق ، وتمثل عادة على صورة فتاة مجنحة ، تحمل بإحدى يديها إكليلا ، وبالأخرى سعفة من نخيل" انتهى .
"المورد - قاموس إنجليزي عربي-" (ص/613) .
وهي نفس المعلومة التي نجدها في كتاب : المعتقدات الدينية عند الشعوب ، أشرف على تحريره : جفري بارندر ، نشر بالعربية في سلسلة عالم المعرفة ، رقم (173) ، ص (409).
وبهذا يتبين أنه لا يجوز للمسلم أن يرضى برفع هذا الرمز ، ولا أن يتشبه بمن يرفعونه ، فهو يعتقد توحيد الله سبحانه ، ويؤمن بأن النصر والعون والقوة منه وحده عز وجل ، ورَفعُ هذا الشعار يناقض معتقدَه وإيمانه ، فإن كان ولا بد من شراء منتجات الشركة فلا أقل من إتلاف شعارهم ، ومحو اسمهم عن أن يكون على الصدر أو القدم أو الطاقية ، وبهذا يسلم دين المرء ، وتسلم عقيدته .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " أما بالنسبة للصور ، كالصور التي في الملابس للكبار أو الصغار فهي سواء ، لا يجوز للإنسان أن يلبس ما فيه صورة ، ولا أن يلبس أولاده من بنين وبنات ما فيه صورة .
وأما الكتابات الموجودة ، مكتوب : ( أنا نصرانية ) على فانيلة ، ومكتوب ( أنا يهودية ) ، ومكتوب أيضاً ( مسيحية ) ، ومكتوب ( سائل الجنسية ) ( ماء الرجل الدافق ) ، ومكتوب برمز ( آنسة ) وهي ترمز لفعل الفاحشة ، ومكتوب أيضاً ( إله الحب عند الإغريق ) ، ومكتوب أيضاً ( شراب خمر ) ومن الكتابات أيضاً ( اسم رجل وامرأة ) ، ومن الكتابات ( عيد المسيح ) ، ومكتوب – أيضاً - ( أنا مسيحي ) .
المهم يا إخواني ! نحن شعب مسلم ، والواجب علينا أن نقاطع هذه الألبسة ، كما أن الواجب علينا أن نكتب إلى وزارة التجارة ، نخوفها بالله عز وجل ، ونقول : يجب أن تحرصي غاية الحرص على ما يرد إلى أسواقنا من مثل هذه الأمور .
سبحان الله ! صبي أو صبية من المسلمين يُكتب على لباسها أنها نصرانية أو يهودية ، أنحن لا نفهم ؟ أنحن غنم ؟ سبحان الله ! الواجب أن نكون أمة واحدة ، وأن المسئولين إذا كانوا في غفلة عن هذا ولم يعلموا به : أن يكتب إليهم ويبين ويرسل نماذج من هذه الألبسة ، هذا بالنسبة للمسئولين ، ويجب علينا أن ننصحهم وأن نبين لهم الأمر وإذا فعلنا ذلك برئت ذمتنا ، هم المسئولون أمام الله : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء /88-89
ويا ويلهم إن قصروا في الأمانة وفي رعاية الرعية ، فستكون الأمة خصمهم يوم القيامة .
وأما بالنسبة لنا نحن فالواجب علينا مقاطعة هذا الشيء ، وألا نبذل دراهمنا بما يسيء إلينا ؛ لأن هذا أدنى ما فيه أن الصبي يستسيغ كلمة ( إنه نصراني ) أو ( إنه يهودي ) وأنتم تعلمون أن اليهود والنصارى أعداء لنا من قديم الزمان .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ) المائدة/51-52
أي : نخشى أن تصيبنا دائرة ، فإذا واليناهم كانوا معنا ؛ قال الله تعالى : ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) المائدة/52 .
الواجب علينا أن نقاطع هذا مقاطعة تامة ، وإذا رأيناه عند صاحب دكان نصحناه ، وقلنا له : اتق الله ونبين له ؛ لأن بعض أهل الدكاكين أيضاً لا يفهمون اللغة الإنجليزية ، ولا يدرون ما الذي كتب ، لكن نبلغهم ، هذا إذا كان الأمر الذي أمامنا الآن واقعاً ، أما إذا كان غير واقع ، فحسبنا الله على من كتبه وغر الناس به .
حتى أسماء المغنين وأسماء المهرة من أصحاب الكرة وغيرهم ممن ليسوا مسلمين : كل هذا لا يجوز ؛ لأنه سيقع في قلب المسلم تعظيم هؤلاء وهم كفار .
أما الصور فقد ذكرنا أنها حرام سواء على الفنايل أو على القمص أو على السراويل " انتهى باختصار .
"لقاء الباب المفتوح" (4/ رقم السؤال : 14 ) .
والله أعلم .
المصدر