تفسير سورة يوسف دروس وعبر
مقدمة :
1- سيكون التفسير موضوعي وليس تحليلي
2- أن هذه الدروس المستفادة حصيلة عشرة سنوات .
* سبب اختيار هذه السورة :
ذكر المفسرون أنها نزلت وهي مكية جواب لكثير من الإشكاليات في ذلك الوقت ونحن الآن في محنة وبلاء وشدة تشابه ذلك الوقت .وقد نزلت في وقت حرج وهو عام الحزن .
* قوله تعالى الر. تلك آيات الكتاب ……..لقوم يعقلون )
موضوع العقل :العقل هو الذي يعقل به الإنسان الأشياء وبه يميز .ويحتاجه الإنسان في كثير من أمور الدنيا.ويمنع صاحبه مما لا يليق به لذلك سمي حبل الدابة عقال
#قاعدة ( العاطفة تعاد إلى العقل والعقل يعاد إلى الشرع ) مثال قصة سعد رضي الله عنه عندما قال انتظر حتى آتي بأربعة شهود قال صلى الله عليه وسلم أتعجبون من غيرة سعد …..) الحديث فذا ليس ثناء على سعد وإنما اثبت خطأ سعد .فهنا أرجع الشارع العاطفة إلى العقل ثم الشرع .
*قوله تعالى:( نحن نقص عليك أحسن القصص ........) الآيات
1- في قوله أحسن القصص قولان أ- ليست قصة يوسف وإنما هي من أحسن قصص القرآن. ب-أنها هي قصة يوسف لأنها أكمل قصة في القرآن وأشمل . أيضا فيها عجائب من البلاء والفوائد أيضا لأنه كل من ذكر فيها من الأشخاص كانت نهايتهم سعيدة فهي محل فأل .
2- أسلوب القصة في التربية : بين إفراط وتفريط فمنهم لا يرد في موعظته أو أسلوبه قصة قط ومنهم يروي كل قصة مهما كانت ولو كذب .
*قوله تعالى:( قال يا أبتي إني رأيت أحدى عشر كوكبا ........) الآيات
1- قوة الارتباط بين الابن وأبيه حيث ربي الابن على الرجوع إلى أبيه في كل شئ .وهذا من أهم أمور التربية ولابد أن ينمى في نفوس الأطفال .
2- حسن توجيه يعقوب عليه السلام( يا بني لا تقصص ......) جمع بين النهي والتعليل والتوجيه وهذا غاية التربية مع الابن فليس أمر ونهي فقط . كذلك حادثة النبي صلى الله عليه وسلم مع الحسن رضي الله عنه عندما أخذ منه تمره الصدقة قال له كخ كخ لم يكتفي بالنهي فقط بل زاد أما علمت أنا لا نأخذ الصدقة كأنه يخاطب رجل .
3- نقل يعقوب أبنه نقله تربوية منهجية من المحنة إلى المنحة (وكذلك يجتبيك ربك ) فأتى بكذلك التي تدل على أنه لا يحصل ذلك ألا بالابتلاء . هذا أسلوب لابد أن يتعامل به الإنسان مع الآخرين عندما يصادفهم ابتلاء.
4- أن رؤيا الصغار تقع وقد يكون لها شأن عظيم للأمة .
5- ربط الأبناء بآبائهم الصالحين (ويعلمك ربك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب ....)الآيات
6- أن الأجداد يقال لهم أباء ,كذلك الأعمام .
7- إعادة الفضل لأهله (وكذلك يجتبيك ربك ...) الآيات.وهذا ظاهر في قصة يوسف .عكس ما قال قارون (إنما أوتيته على علم عندي ..) قبله إبليس (قال أنا خير منه ..)
8- تربية أنفسنا وأبناءنا بالرجوع إلى من هو أعلم منا .وهذا يحتاج إلى تربية .
9- (عليم حكيم ) عند كثير من الناس انفصام بين علمنا النظري والتطبيق العملي . أيضا معالجة القدر الكوني بالقدر الشرعي فيعقوب عرف أن يوسف سيكون له ابتلاء من قبل أخوته لكن عالج ذلك بالقدر الشرعي قال ( لا تقصص رؤياك على أخوتك ....) .
10- الأخذ بالأسباب وهذا متعلق بما سبق وقد ورد الأخذ بالأسباب في قصة يوسف كثير . من ذلك (اذكرني عند ربك ..) فهنا كان يمارس يوسف التوكل مع الأخذ بالأسباب .كذلك يعقوب عليه السلام (يا بني لا تدخلوامن...)وقوله (يا بني أذهبوا فتحسسوا ....)إذا الأخذ بالأسباب عقيدة .
*فالناس في الأخذ بالأسباب :
أ-أن الأسباب لا تؤثر فمن مات في حادث سيارة فالسيارة لم تؤثر إنما الله أماته فهذا باطل
ب- أن السبب هو المؤثر بنفسه فمثلا من أكل دواء شفي به فهذا باطل .
ج-أن الله هو جعل هذا السبب مؤثر ولو شاء أثر ولو شاء لأذهب هذا الأثر مثل ما أذهب حرارة النار فهذا هو الحق .
* قاعدة :(من أتخذ سبب لم يجعله الله سببا فهو شرك )
* الخلاصة :ترك الأسباب قدح في العقل , والاعتماد على الأسباب قدح في التوحيد ، والصحيح أخذ الأسباب والاعتماد على الله
* موضوع الرؤى :
1- أهمية الموضوع :
أ- تعلق النفوس به لأنه فيه شئ من الغيب .
ب- اعتماد بعض الناس عليه في أشياء تشريعية
ج- أصبحت الرؤى ميدان للبدع والمعاصي .
د- ضل بالرؤى كثير من الناس كما كان في أمر المهدي
ه- كثرة الرؤى في الأحداث .
2- الأدلة على الرؤى :
ثابتة بالكتاب والسنة :
أ- الكتاب وردت ست مرات في القرآن : ثلاثة في قصة يوسف ورابعا في عزوة بدر وخامسا رؤيا إبراهيم وسادسا دخول المسجد الحرام .
ب- الأحاديث : أكثر من أن تحصى ولم ينكر أحد من أهل السنة ولم ينكر ذلك إلا الفلاسفة .
3- المنهج في التعامل مع الرؤى.
الرؤى ثلاثة أنواع : أ- رؤيا صالحة . ب- رؤيا من حديث النفس . ج- رؤيا من الشيطان .
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل مع كل واحدة منها ، فالرؤيا الصالحة بشرى وحديث النفس يعرض عنها الإنسان وهذا هو الأكثر بين الناس أما رؤيا الشيطان وهو يحزن المؤمن ويقوم وهو مثقل فيستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان ويبصق عن يساره ثلاثاً وينقلب على جنبه الأخر ويقوم يصلي .
4- الجزم بالتعبير .
لا يجزم بالتعبير وإنما هي بشرى لـ: أ- لأنه قد يكون الرائي كاذب . ب- وقد لا يكون الرأي دقيق في نقل الرؤيا . ج- ولا تدري هل هي رؤيا صالحة أو حديث نفس أو من الشيطان . د- قد لايكون المعبر من أهل التعبير لأنها صارت تجارة . هـ - أن المعبر قد يصيب أو يخطئ كما أخطأ أبو بكر في تفسير رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم. و- أيضا قد يكون هناك خطأ في تنزيل الرؤيا في موضعها فتكون مثلا لأهل فلسطين فتنزل على أهل العراق . أو خطأ في تنزيل وقتها وهو الأكثر لأن الناس يحبون العجلة .
5- حكم الكذب في الرؤيا .
قال صلى الله عليه وسلم : (من تحلم ما لم يحلم كلف أن يعقد بين شعيرتين)
6-على من تعرض الرؤيا .
تعرض على من عرف صدقه وعلمه وتقواه .
7- ما هو أصل علم التعبير .
هو علم إلهام لقوله تعالى وكذلك نعلمك من تأويل الأحاديث ..)
8- عدم التعجل في التأويل والتعبير قال مالك رحمه الله أيلعب بالنبوة ..)
9- الرؤيا أما بشارة أو نذاره وكليهما جاء في تفسير يوسف لصاحبي السجن فأحدهما كانت بشارة والأخرى كانت نذاره ليتوب .
10- رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق ،لكن لابد أن يكون بصفاته .
11-عدم اشتغال الجالس بها .
12- الستر على الرأي في أهله .
13- عدم انشغال طلبة العلم بالتفسير بالرؤيا عن العلم .
14- التلازم بين الرؤيا والرأي لذلك لابد أن يكون سماع الرؤيا من الشخص صاحب الرؤيا إن أمكن.
15- جميع الرؤى في القرآن فيها تلازم بين الرؤيا والتعبير وفيها تقارب .
* قوله تعالى قالوا أرسله معنا .....) يستفاد من ذلك :
1- أسلوبهم في محاورة أبيهم يتضح أنهم يريدون شئ وقد لاحظ أبيهم ذلك .
2- قوله تعالى وما آنت بمؤمن لنا ..) كثير من المفسرين قالوا أنهم جابوا القميص دون تمزيق وهذه غير صحيحه لأنه يبعد أن يكون تخطيط وتدبير جماعي تفوت عليهم ذلك .
3- جواز اللعب المباح الخالي من المحرمات .
4- قوله تعالى بل سولت ......) يعلم من تعبير الرؤيا أنهم كاذبون .ثم قال فصبر جميل وهو الذي لا شكوى فيه , فما أحوج المربين لهذا الدرس فيعقوب عليه السلام مع علمه بالفعل لم يطردهم أو يضربهم فهذا حكمه من يعقوب عليه السلام فهو لم يستغرق في اللحظة الحاضرة فهو فقد يوسف ولا يريد أن يفقد آخر غيره فهو يرى الطرد عجز وليس قوه .
5- قوله تعالى وجاءت سيارة ....)من رحمة الله أن أرسل السيارة فالفرج يأتي بعد الشدة , أيضا يوسف ينام في البئر وهو مطمئن ساكن ( وأوحينا إليه ....) .وغيره ينام في القصور وهو في ضنك وحزن وهم
6- قوله تعالى وشروه بثمن .....) إن السارق يتصرف في البضاعة بسرعة ولو كان بأبخس الأثمان
7- قوله تعالى وقال الذي اشتراه ...) الآباءو المربون يحتاجون إلى فراسة العزيز حيث أمل في يوسف فقال أكرمي مثواه . كذلك امرأة فرعون في موسى عليه السلام كذلك الراهب في الغلام , فتفرس الآباء بأبنائه وتوجيهم التوجيه الصحيح يكون نفع للأمة .
8- قوله تعالى والله غالب على أمره ...) فالله هو الغالب مهما بلغ المخلوق من القوة لا يستطيع شئ أمام الله سبحانه وهو الخالق .
* قوله تعالى وكذلك مكنا ليوسف في الأرض .......) يستفاد من الآيات :
1- ما أحوجنا إلى التمكين خاصة في هذا الوقت لكن بعد استيفاء شروطه . قوله تعالى وكذلك..) نوع من التمكين هو التمكين في بيت العزيز وهذا بداية لتمكين الأعم عندما أصبح ملك . إذا عرفنا هذا التمكين عرفنا أنه لا يمكن للكفار التمكين إلا تمكين مؤقت لفساد المسلمين .
2- قوله تعالى ولنعلمه من تأويل الأحاديث ...) هذا يشمل الرؤيا وتأويل كل شئ في تصرف الأحداث والحكمة فيها ودراستها , لأن الأحداث لابد أن الإنسان يتصرف فيها بحكمه . قال تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الخوف أو من الأمن ....) فليس كل العلماء يستطيع الاستنباط من الأحداث .
3- قوله تعالى ( ولما بلغ أشده .....) فليس كل من أوتي علم أوتي حكمه .
4- قوله تعالى : ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ....) أن العبرة ليس في العدد وأن مقياس القلة والكثرة لا ينبني عليه حكم فقد يكون الحق مع القلة
5- قوله تعالى : ( وكذلك نجزي ....) ( لا نضيع أجر المحسنين ) أ- شهد الله ليوسف بالإحسان ب- قال صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه ) فيوسف ارتبط معه الإحسان في حياته منذ الصغر وهو عند العزيز وهو في السجن وهو ملك وعندما جاء أخوته وعندما عرفه أخوته , فإحسان يوسف هو الذي جعله له التمكين . ومن صور إحسان يوسف :
ü الامتناع عن إتيان امرأة العزيز عل نفسه وعلى المرأة وعلى العزيز
ü اختيار السجن على التخلص من كيد النساء .
ü وهو داخل السجن (إنا نراك من المحسنين ). على المسلم إذا ابتلي أن يكون أعظم إحسانا في البلاء سواء كان لسجناء أو الحراس .
ü إحسانه مره أخرى إلى امرأة العزيز بعفة لسانه ( ما بال النسوة التي قطعن ...) فلم يذكر امرأة العزيز على حده .
ü إحسانه إلى الناس باختيار منصب خزائن الأرض مع علمه بصعوبة المنصب وإتيان سبع شداد .
ü إحسانه لأخوته عندما اتهموه بالسرقة .
ü إحسانه الأخير في قوله تعالى ( ربي قد أتيتني م الملك....)
· لهذا الإحسان مكن يوسف في الأرض.
* قوله تعالى وراودته التي هو في بيتها ...)
يستفاد من ذلك :
1- موضوع المرأة من اخطر الموضوعات من أعداء الإسلام - الاختلاط , قيادة المرأة ,عمل المرأة – لأن الأعداء عرفوا أن المرأة مفتاح للخير والشر إذا صلحت المرأة صلح البيت .
2- أن الأدباء يكتبون عن المرأة منذ القدم بلهجة الغرام .أما في قصة يوسف جاءت دقيقة التوجيه ولا تخرج عن الفضيلة .لتكون نموذجا لكل من يكتب أدبا أو قصة .
3- خطورة الخلوة والحديث إلى المرأة .
4- ذكر بعض المفسرين إسرائيليات غير مناسبة في هذا الموضع ويرد عليها:
أ- أن الله سمى هذه أحسن القصص .
ب- أنها قالت وغلقت الأبواب فمن أين جاءت هذه الروايات.
5- جميع الإيرادات موجودة فالأسباب متوفرة والموانع ممتنعة مع ذلك قمة العفة لأنه عنده مانع أهم منها وهو (برهان ربه )فيوسف أحسن هنا لثلاثة لنفسه , وللعزيز , وللمرأة .
6- قال تعالى (إنه ربي أحسن مثواي ) قيل فيه : أ- أن المقصود به ربه جل وعز . ب- أن المقصود به العزيز وهذا رأي شيخ الإسلام.
7- قال تعالى ( إنه لا يفلح الظالمون) سمى يوسف هذا العمل ظلم مع أن المرأة هي الداعية فهي راضية مع ذلك ذكر أنه ظلم وهذا رد على ما يفعل في الغرب يقولون إذا كانت المرأة راضية فهو مسموح.
8- قوله تعالى ولقد همت به وهما بها ..) أطال بها المفسرون قال بعضهم أنه فيه تقدير وتأخير (ولقد همت به فلما رأى برهان ربه هما بتركها ) . وأقوى الأقوال هو رأي شيخ الإسلام بن تيمية أن الهم بها على وجه وهو هم القلب فهي همت هما حقيقيا بالفعل وهو هم هم القلب .وقال العلماء وهو صفة مدح لأنه امتنع مع وجود أسباب المعصية فالأحاديث جاءت أن الإنسان لا يحاسب على هم القلب وإنما على الفعل فيوسف هنا لم يذنب بدليل أنه لم يرد بعد ذلك استغفار له لأنه لم يذنب نبي في القرآن إلا وجاء بعده استغفار .
* قوله تعالى ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً ......) يستفاد من الآيات :
1- هل كيد الشيطان أضعف من كيد النساء هذا غير صحيح لأن كيد النساء أثر من كيد الشيطان . فكيد الشيطان رده الله إلى الوسوسة بعكس كيد الإنسان لكنه من أثر كيد الشيطان
2- قوله تعالى وقالت نسوة في المدينة ...) كل شيء جاوز الاثنين فهو شائع ,فإذا كان عندك قضية خاصة فلا تطلع عليها أحد فإذا ضاق صدرك بها فغيرك من باب أولى ,وإذا كان عندك سر فلا تحدث به إلا لمن يحتاج إليه أو تحتاج أنت إليه.
3- قول النسوة (إنها لفي ضلال مبين ) ليس من باب الشفقة عليها وإنما من باب الشماتة ونشر الخبر فهذه النسوة شمتن بها فوقعن بمثل ما وقعت به وهذا أمر خطير
4- قوله تعالى ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) فمكر أخوة يوسف عاد عليهم وهذا مصير كل مكر وهو عمل قلبي أن يكون الظاهر شيء يراد به الإصلاح والباطن شيء آخر .
5- المعصية إذا فشت يكون سهل ارتكابها لذلك كان حد الزنا لا يثبت إلا بأربع شهود لأن الشيوع لا يكون إلا بعد الثلاثة , والستر ليس على الشخص فقط وإنما أيضا الستر على المعصية لأنها إذا فشت سهل ارتكابها, فانظر إلى امرأة العزيز لما راودته في المرة الأولى غلقت الأبواب أما لما فش الأمر قالت إن لم يفعل ما أمره , فالستر مطلوب والستر علاج لأن صاحبه يكون عنده هيبة أما إذا فش أمره زاد فيه ولم يبالي به .
6- قوله تعالى فستعصم ...) الذي قال ذلك هي امرأة العزيز تقصد يوسف فإذا جاءك هم فاتجه إلى الله فهو العاصم قال تعالى (ففروا إلى الله ..)
7- امرأة العزيز قالت ( ليسجنن وليكون ) فأكدت السجن بالنون لأنها تملكه لكن الصغار ليس بيدها فلم تؤكده.
8- قوله تعالى قال ربي السجن أحب ...) لم يطلب يوسف هنا السجن كما ذكر بعض المفسرين وإنما هو خير بين أمرين كليهما فاسد لكن السجن أخف فساده من فعل الفاحشة لذلك قال أحب إلي.
9- قوله تعالى( وألا تصرف عني ... وهو السميع البصير ) معناه أنه سبحانه كما سمع قول يوسف وكشف عنه فهو يسمع كل من يدعوه ويلتجأ إليه .
قوله تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننا .....)
1- سجنوه بعد ما رأوا أنه بريء, فائدة هنا أن الذي لا يستند إلى الحق فإن حكمه إلى الهوى فهو لا يضبطه ضابط كما في قصة إبراهيم عليه السلام (ثم رجعوا إلى أنفسهم إنكم ...) كذلك في قصة يوسف عليه السلام بعد ما ظهرت برأته سجنوه.
2- قوله تعالى حتى حين ) قال العلماء الحين الوقت الغير محدد بزمن فكل سجن بغير تهمة أو حقيقة أو عدم ثبوت شيء عليه عند القاضي فسجنه يكون إلى حين يخرج متى ما أرادوا.
3- لماذا سجنوه ذكر العلماء : أ-صدور الأمر من النساء ب- أرادوا أن ينقطع الخبر وهذا غير صحيح ج-أن السبب هو الهوى .
4- للسجن وقفه فهو أبرز ما في قصة يوسف وهو أمر قديم كم هدد فرعون موسى بالسجن والسجن يكون بالحق ويكون بالباطل ومن فوائد السجن :
أ- ابن تيمية مات في سجنه وأحمد ابن حنبل شهرة حياته كانت في السجن فالسجن بلاء ومحنة لا يتمناه أحد ويوسف اختاره لأنه أهون من الأمر الآخر والسجن ذكر العلماء أنه إكراه قال موسى عليه السلام لما هدده فرعون بالسجن (أولو جئتك بشيء مبين ) .
ب- أن السجن يكون لأمر شريف أو أمر حقير فإذا كان السجن لشرف فهو رفعة وعلاوة وينقلب منحه ومكانه.وقد يكون السجن لا لشريف ولا لحقير كسجن المدين أو أي قضية خاصة.
ج- أشد ما يعانيه المسجون ليس السجن لكن أن يسجن لأمر حقير لا يقتنع هو به لأنه يجمع بين سجن الروح والبدن.
د- يمكن أن يحول المسجون السجن إلى منحة وذلك أن يكون مكان للعبادة وطلب العلم والخلوة والمحاسبة ومعرفة الناس في الشدائد,وكثير من حفظ القرآن في السجن.
* سيرة يوسف في السجن .
1- الدعوة إلى الله خاصة التوحيد وهذا واضح في صاحبي السجن خاصة التوحيد والتحاكم إلى الله .
2- الإحسان إلى السجناء ويتضح ذلك في قوله ليوسف أنا نراك من المحسنين .بل الإحسان إلى السجانين وذلك عندما جاءه رسول الملك ... – فلابد للإنسان أن يعامل الناس بأخلاقه لا بأخلاقهم –
3- صدق يوسف والتجائه إلى الله.
4- الصبر العجيب وهو نوعان اختياري واضطراري وقد مارسهما يوسف في السجن , عندما أدخل السجن فهذا صبر اضطراري وعندما جاءه رسول الملك بالخروج هذا صبر اختياري .
5- الأخذ بالأسباب (اذكرني عند ربك )
6- ثبات يوسف حتى تثبت براءته .
7- عدم الاستغراق في اللحظة الحاضرة فأول ما يستغرق السجين في اللحظة الحاضرة هو الخروج من السجن لكن لم يستغرق يوسف في هذه اللحظة.
* قوله تعالى (لا يأتيكم طعام .....) بعض المفسرين قال أنه قبل ما يأتيكم الطعام أخبركم عن هذا الطعام وهذا قول ضعيف والصحيح أنه قال سأخبركم بالتأويل الرؤيا قبل أن يأتيكم الطعام لكن الآن أخبركم بموضوع آخر أهم,وهذا فطنه من يوسف لجلب انتباههم لما يقول لذلك دعاهم ونفوسهم متلهفة لسماع لما يترتب على سماع ما بعده . وهنا لفته ليس كونك داعيا كافي في سماع الناس لكن لابد من المؤثر واختيار الوقت والكلمة المناسبة في المكان المناسب .
8- الداعية إلى الله لا يستطيع أحد رده عن الدعوة مهما كان هذا الصدود إذا أغلق عليه باب فتح له أبواب .
9- قوله تعالى (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (يوسف:38) التأثر العائلي في الصلاح والفساد قال في بداية السورة قال تعالى: (َكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف:6)
10- قوله تعالى يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39
بدأ يوسف بأهم شي في الوجود وهو التوحيد.
11- (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية40) جعل يوسف الحكم عبادة قال في الآية بعدها ( في دين الملك ) فسمى الحكم دين .
12- قوله تعالى وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42)
أ- قال العلماء أن ظن في القرآن تدل على اليقين وقال بعضهم أن يوسف قال ظن لأن المعبر لا يقطع بالتعبير .
ب- قال بعض المفسرين أن يوسف عوقب لأنه ذكر الملك ونسي الله والصحيح أن الذي نسي هو السجين وهذا من الأخذ بالأسباب وقوة كمال التوحيد فالمفرط هو الذي يندم ثم يوسف الذي دعا السجين إلى التوحيد ينسى ذلك , أيضا إذا كان نسي على قولكم فهو لاشي عليه لأن الناسي لا شئ عليه.
13- فائدة أن السجين إذا خرج من السجن لا ينسى إخوته في السجن وفعل وصاياهم .
*قوله تعالى وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ) (يوسف:43)
قد تكون في محنة وترى جميع الأبواب مغلقة لكن يجعل الله لك مخرج من حيث لا تحتسب لكن بشرط التقوى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) مثل قصة خروج يوسف من السجن قال العلماء : من فضل الله أن الرائي هو الملك والرؤيا تخص الناس وهذا عجيب ولا تعجب من أمر الله (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود:73) .
1- قوله تعالى قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ) (يوسف:44)
لماذا قالوا هذا الكلام قال المفسرون هذه مشكلة الملأ حول الملك يضلونهم وهي مشكلة كل من يقرب أهل السوء فهولاء ضلوا الملك رغم أن الرؤيا أصبحت سبب في نجاة البلد من مجاعة .
2- من الفوائد أن تعبير يوسف لم يكن أبتداء وإنما عندما عجزوا عن التعبير.
3- أيضا الرؤيا فتوى لقوله ( أفتنا ...)
4- تعبير يوسف فيه حكم :
أ- سبب في خروجه من السجن
ب- أنه سبب في قربه من الملك .
ج- أنه سبب في براءته .
د- أنه وسيلة من أكبر الوسائل في معرفة الناس به .
ه- سبب في توليه مصر .
و- سبب في قدوم أخوته وأبويه .
يتبـ‘ع .. ~